الدين كما قيل هو هم بالليل و مذلة بالنهار، و الدين يدفع الرجل أن يعد فيخلف و يتكلم فيكذب ، و الدعاء من آكد الأسباب المعينة على قضاء الدين ، و رفع المغرم عن المدين ، فهو العبادة كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فلمن يلجأ العبد اذا لم يلجأ الى ربه و سيده و مولاه ؟ .
ذم الدين و التحذير منه :
يجب العلم أن الدين هو من حقوق العباد التي لا يتجاوز الله سبحانه و تعالى عن صاحبها حتى يتجاوز صاحب الدين عن حقه ، و لذلك لا يجب اللجوء الى الدين الا في أضيق الحدود و تحت اصعب الظروف ، وقد ورد الكثير من أحاديث النبي صلى الله عليه و سلم في التحذير من الدين و الاستدانة منها :
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم “إن قتلت في سبيل الله صابراً محتسباً مقبلاً غير مدبر كفر الله عنك خطاياك إلا الدين، كذلك قال لي جبريل آنفاً ” .
شاهد أيضًا: دعاء ليلة الجمعة للفرج
دعاء قضاء الدين :
يضطر المسلم في بعض الأحيان الى الاستدانة و الاقتراض من الناس لظروف ألمت به ، أو لكثرة عيال أو لابتلاء أصابه فيستعين عليه بالمال ، و قد يتعثر عن سداد هذا الدين ، وورد عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أدعية يعلمها أصحابه يدعون بها الله ليقضي عنهم دينهم .
- عن علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ : أن مكاتباً جاءه، فقال: إني قد عجزت عن كتابتي فأعني، قال: ألا أعلمك كلمات علمنيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان عليك مثل جبل ثَبير ديناً أداه الله عنك، قال: قل: اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمن سواك .
- وفي صحيح مسلم أنه صلى الله عليه وسلم كان يدعو عند النوم: اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، فالق الحب والنوى ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته، أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقضِ عنا الدين، وأغننا من الفقر.
- وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ: ألا أعلمك دعاء تدعو به لو كان عليك مثل جبل أحد دينا لأداه الله عنك، قل يا معاذ: اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء، بيدك الخير إنك على كل شيء قدير، رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، تعطيهما من تشاء، وتمنع منهما من تشاء، ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك.
- عن أبي سعيد الخدري قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد ذات يوم، فإذا برجل من الأنصار يقال له أبو أمامة، فقال: يا أبا أمامة ما لي أراك جالساً في المسجد في غير وقت الصلاة؟ قال: هموم لزمتني وديون يا رسول الله، فقال: أفلا أعلمك كلاماً إذا قلته أذهب الله همك وقضى عنك دينك؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: قل إذا أصبحت وإذا أمسيت: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحَزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال. قال: فقلت ذلك، فأذهب الله تعالى همي وغمي وقضى ديني.
إرسال تعليق